الإخوة والأخوات الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
في ليلة أشرقت الأرض بنور ربها وقع شأن عظيم ... رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى القوي المتعال يدعوه " اللهم إليك أشكو ضعف قوتي " وكان يعاني من تآمر قريش وأهل الطائف عليه في وقت فقد فيه عمه أبو طالب ، وزجته خديجة ، فشاء القدير أن يطلع نبيه على سلطانه العظيم ، فبعث إليه جبريل رسول السماء ، ومعه الملك ميكائيل ، فأيقظاه وهو نائم وأركباه البراق .
وانطلقت باسم الله تطوي الأرض ورأى الرسول الكريم من آيات ربه الكبرى ، وشرح له جبريل مايراه .
فلقد رأى الدنيا وهي تتعرض له ، فلم يتوقف ، لأنه يعلم أنها فانية .
ورأى المجاهدين يحصدون زرعهم ، دليل الأجر والثواب .
ورأى ما أعده الله للطائعين من جنة ، وللعاصين من نار .
إلى أن وصل إلى بيت المقدس ، فإذا بالمسجد الأقصى قد امتلأ بالنبين ، بعثهم الله من مرقدهم ، ليكونوا في شرف استقبال النبي الخاتم ، ثم صلى بهم .
ثم عُرج به إلى السموات العُلا ، حتى وصل إلى ما فوق السماء السابعة ، فتأخر جبريل وتقدم النبي فزُج به في الأنوار ، وسمع كلمات تُلقى على مسامعه ، ورد بأحسن رد ، ثم عاد قبل طلوع الشمس إلى مرقده في بيت أم هاني .
وحكى لها ماحدث ، فأمسكت بردائه وقالت : أنشدك الله أن لا تُخبر الناس بذلك فإني أخاف أن يكذبوك ، فقالت : فضرب بيده الرداء فانتزعه من يدي فتكشف شيئ من صدره ، فأبصرت عن فؤاده نوراً كاد يخطف بصرها ، فخرت ساجدة لله .
فقد استيقن الرسول صلى الله عليه وسلم تكريم الله له وأنه لن يتخلى عن نصرته .
والله المُوَفق